غزوة تبوك انتصار بلا قتال وهي أخر الغزوات التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد وقعت هذه الغزوة في عام 630 ميلادية.
تبوك هي مدينة تقع في شمال غرب الجزيرة العربية، وفي ذلك الوقت كانت مأهولة بالعرب اليهود والمشركين. قام النبي محمد بتنظيم هذه الغزوة بعد عام من غزوة مؤته التي استشهد فيها جعفر الطيار وزيد ابن الحارثة وعبد الله ابن رواحه
تسميتها جائت لانها حصلت عند ابار تبوك
حصلت الغزوة بعد أن تلقى المسلمون معلومات عن تحضيرات الروم لمهاجمتهم .
توجه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بجيش المسلمين نحو تبوك، ورغم أنه لم يحدث قتال فعلي مع الأعداء، إلا أن هذه الغزوة كانت لها أهمية استراتيجية كبيرة. فقد أظهرت للمشركين والأعداء الآخرين قوة وتمكين المسلمين، وقدمت رسالة قوية بأن الإسلام ليس مجرد دعوة دينية بل أيضًا قوة سياسية وعسكرية قوية.
على الصعيد الداخلي، قام النبي محمد بتعزيز الوحدة والتحالفات بين القبائل المسلمة والتأكيد على تنفيذ الأوامر والأنظمة الإسلامية. كما استخدمت هذه الغزوة للتواصل والتعامل مع القبائل الاخرى وتحقيق اتفاقيات معهم.
ومع ذلك، كانت غزوة تبوك تتميز ببعض التحديات والظروف الصعبة التي واجهها المسلمون. فقد كانت درجات الحرارة مرتفعة جدًا خلال تلك الفترة، وكانت المياه قليلة والموارد ضئيلة. كما كانت المسافة بين المدينة المنورة وتبوك بعيدة، مما جعل الحملة تتطلب جهودًا كبيرة وتحملًا للصعاب. حيث تبرع ابو بكر الصديق رضي الله عنه بكل ماله وتبرع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله
وتبرع سيدنا عثمان ابن عفان ب300 راسا من الابل حدثت الكثير من المعجزات على يد النبي عليه الصلاة والسلام في الرحلة منها
بركة الطعام والشراب اذ شرب 30 الف من الجيش من شراب قليل وطعام قليل بعد دعاء النبي عليه الصلاة والسلام
علاوة على ذلك، كان هناك بعض الأفراد المنافقين في صفوف المسلمين الذين حاولوا تعطيل الحملة ونشر الشك والانشقاق. ومع ذلك، تمكن النبي محمد من التعامل مع هذه التحديات ومواجهتها بحكمة وقوة، وتحفيز الجنود وتعزيز الروح المعنوية لديهم.
بعد عودة الجيش من غزوة تبوك، تم فرض ضريبة الجزية على اليهود والمشركين في تبوك، وهذا أيضًا يعكس النجاح والتأثير الذي حققته الغزوة.
بشكل عام، يمكن اعتبار غزوة تبوك نقطة تحول هامة في تاريخ الإسلام، وعلى المستوى الشخصي، تعلم المسلمون العديد من الدروس حول الصبر والتحمل والوفاء بالعهود، وكذلك أهمية التحضير والتخطيط المسبق لمواجهة التحديات
غزوة تبوك أيضًا أعطت فرصة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع القبائل المحيطة وتوطيد التحالفات. وقد قام بإرسال رسائل ومبعوثين لقادة الدول المجاورة، مما ساهم في تقوية مكانة المسلمين وتوسيع نطاق الدعوة الإسلامية.
علاوة على ذلك، فإن غزوة تبوك ساهمت في تعزيز الوعي العسكري وتحسين التجهيزات العسكرية للمسلمين. فقد تعلموا الاستعداد والتنظيم والتخطيط الجيد للحملات العسكرية المستقبلية.
تمت غزوة تبوك في زمن يعتبر صعبًا بالنسبة للمسلمين، حيث كانوا يواجهون تحديات من الداخل والخارج. ومع ذلك، فقد نجحوا في التغلب على هذه التحديات والظروف الصعبة، مما أثبت قوة إيمانهم وإصرارهم على الدفاع عن دينهم.
بشكل عام، تعتبر غزوة تبوك من أحداث التاريخ الإسلامي الهامة التي تعكس قوة واستقامة المسلمين في وجه التحديات وتعزيز مكانتهم ونفوذهم في المنطقة. كما تُعَدُّ مثالًا للصبر والثبات والتضحية التي يجب على المسلمين مواجهتها في سبيل الحق والعدل