نزوح جماعي إلى جنوب غزة
في الأوقات الراهنة، يشهد قطاع غزة واقعًا مأساويًا للغاية نتيجة النزوح الجماعي للسكان نحو جنوب القطاع، وهذا جراء التصاعد الحالي للتوتر بين حماس وإسرائيل. حتى الآن، تشير التقارير إلى وجود نحو 423 ألف نازح داخلي في قطاع غزة، وهذا حسب تصريح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. هذا النزوح الكبير يجعل التحديات الإنسانية أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
معظم هؤلاء النازحين وجدوا مأوى لهم في منشآت عامة مثل مدارس ومبانٍ أخرى تستخدم كملاجئ طارئ. ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن حوالى 64 في المئة من هؤلاء النازحين قد تلقوا دعمًا وإغاثة من الوكالة.
ومن المذهل أن هناك أكثر من 153 ألف نازح في قطاع غزة، لا يمتلكون بيوتهم الخاصة أو تضررت بشكل كبير أو غادروها بسبب الخوف. هؤلاء يعيشون مع الأقارب والجيران أو في مناطق أخرى، وبعضهم يجدون مأوى في المدارس العامة. ويصعب تحديد العدد الدقيق للنازحين بالنظر إلى الوضع المعقد والتحديات الأمنية التي تواجه العمليات الإحصائية في ظل النزاع.
إسرائيل أصدرت أمرًا لسكان شمال قطاع غزة، والذين يقدر عددهم بنحو 1.1 مليون شخص، بالرحيل عن منازلهم إلى الجنوب خلال 24 ساعة. بعد انتهاء المهلة، قامت إسرائيل بشن هجمات مكثفة في تلك المناطق بعد إخلاء السكان منها. وعلى الرغم من ذلك، رفض العديد من السكان مغادرة منازلهم بسبب الخوف وعدم وجود أماكن آمنة للإقامة.
تصف الأمم المتحدة الوضع في قطاع غزة بأنه “حفرة من الجحيم”، وهذا نتيجة للنزوح الكبير والتدمير الذي يجتاح المنازل والبنية التحتية في القطاع. تعمل المنظمات الإنسانية بجد لتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة للمتضررين والنازحين، وتوفير الرعاية الطبية والمأوى والمواد الأساسية لمن هم في أمس الحاجة.
في هذه اللحظة الحرجة، يجب على المجتمع الدولي العمل بشكل فوري للمساهمة في تحسين الظروف الإنسانية في قطاع غزة والعمل على وقف التصاعد في التوتر والحرب القذرة التي يشنها الكيان
